0

مريان نت 2 - بيان علقم - في وسط البلد... هذا المكان الدافئ البارد ..القديم الجديد...يضم أعتق ذكريات الحاضر ونظرة الى المستقبل ..من هنا تبدأ الحكاية , حكاية أناس مضوا في حاضرهم ,ضمتهم الذكريات في وسط الازدحام,عاشوا أجمل لحظات عمرهم غير مدركينها ,ربما لانشغال عقولهم بفتات رزقهم ...يمرون كأنهم أطياف طير مسرعين,متجاهلين دفء وحنان هذا المكان ,خائفين أن تخذلهم دموعهم ويجهشون بالبكاء على طفولتهم...ذكرياتهم ..وربما أنفسهم ....

هنا في وسط البلد أصوات صاخبة,وأخرى ناعمة كأنها تروي تاريخ هذه المنطقة وقصتها.

المشهد لم يكتمل بعد.......
لنتأمل الأرصفة ,تراها تمتلئ بالمارة و بالبائعين , ولكن ألم يلفت انتباهك الى البائعات المغتربات (العراقيات) ! حيث لا يكاد يخلو أي رصيف من أرصفة وسط البلد إلاّ وترى بائعة ترتدي العباءة السوداء ..واضعة وشم على وجهها ... مخرجة سيجارة من بين يدها ..تجاعيد وجهها تحكي همومها واضعة في حجرها طفل شبه عارٍ ..تكاد الأوساخ أن تمحي ملامح وجهه ..تجدها جالسة على (بسطة) تحتوي على مشط, بُكل ,مقصات أظافر,علكة , ودخان طبعاً ...أنهن متشابهات حتى لا نكاد أن نميزهن من بعضهن...ربما لتشابه ظروفهن؟ ولكن ما هي ظروفهن؟ ما هي الظروف التي تجعلها تجلس في قارعة الطريق ..تبيع الدخان ...
وأعدادهن في تزايد .. أهي ضحية من ضحايا الحرب ! أم من ضحايا الوضع الاقتصادي المتدهور؟ أهو الفقر؟ فالفقر مشكلة قديمة وان اشتدت وطأتها أخيراً ...هل هذا ملوث من ملوثات الحضارة ؟ هل هو طبع في نفوس الناس ...هل هو حب وهواية؟ ومن هو المسؤول عنهن؟


إني اتسائل , متى سيحين لهن وقت الخروج الى دائرة الضوء واسترجاع جزء من أنفسهن؟

إرسال تعليق

 
Top